متنفس لأطفال الضفة.. قرار إسرائيلي بهدم ملعب في مخيم للاجئين يثير الجدل
متنفس لأطفال الضفة.. قرار إسرائيلي بهدم ملعب في مخيم للاجئين يثير الجدل
تُصعّد السلطات الإسرائيلية من إجراءاتها التي تطول تفاصيل الحياة المدنية للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مع صدور قرار بهدم ملعب كرة قدم صغير في مخيم عايدة للاجئين قرب بيت لحم، وهو ملعب تحوّل خلال السنوات الأخيرة إلى المتنفس الوحيد لمئات الأطفال والشبان في مخيم مكتظ تحاصره الجدران والحواجز.
ويأتي القرار في سياق أوسع من السياسات التي تستهدف المنشآت الفلسطينية بحجة البناء دون ترخيص، في مناطق تعاني أصلاً من ندرة المساحات المفتوحة وانعدام البدائل، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”، اليوم السبت.
ويُشكّل الملعب، الذي لا تتجاوز مساحته نصف ملعب رسمي، مركزًا رياضيًا واجتماعيًا لأكثر من 500 طفل، حيث بدأت فيه أحلام كثيرة بالتشكل، من بينها حلم الشاب عبد الله عدنان، أحد لاعبي المنتخب الفلسطيني، الذي نشأ في المخيم واعتبر أن هذا الملعب كان “طوق نجاة” من الشارع والضياع.
ويؤكد القائمون على نادي شباب عايدة أن إغلاق الملعب لا يعني فقط وقف النشاط الرياضي، بل سلب الأطفال حقهم في اللعب والحركة، وهو حق أساسي تكفله القوانين الدولية.
الجيش يُبرّر الهدم
يُبرّر الجيش الإسرائيلي قراره بأن الملعب شُيّد من دون ترخيص وفي منطقة خاضعة لأوامر مصادرة ومنع بناء قرب الجدار الفاصل.
غير أن بلدية بيت لحم واللجنة الشعبية للمخيم تؤكدان أن الأرض مستأجرة قانونيًا من الكنيسة الأرمنية منذ عام 2021، وأن الإجراءات الإدارية استُكملت وفق الأصول.
وتبرز هذه الروايات المتناقضة الإشكالية المزمنة المتعلقة باستخدام “الترخيص” أداةً لتجريد الفلسطينيين من أي بنية تحتية مدنية.
القرار يُفاقم عزلة المخيم
يُفاقم هدم الملعب من عزلة مخيم عايدة، حيث يعيش أكثر من سبعة آلاف لاجئ في مساحة ضيقة بلا حدائق أو مرافق عامة، في ظل قيود مشددة على الحركة تجعل الوصول إلى مدن فلسطينية مجاورة أكثر صعوبة من السفر إلى الخارج.
ويشير مدربون ولاعبون إلى أن تشديد الحواجز بعد حرب غزة زاد من معاناة الفرق الرياضية، وأفرغ الرياضة من دورها كمساحة أمل وتفريغ نفسي.
ويُحذّر ناشطون حقوقيون من أن هدم الملعب يمثل انتهاكًا لحقوق الطفل، ويعكس نمطًا ممنهجًا يستهدف مقومات الصمود الاجتماعي في المخيمات الفلسطينية.
ويؤكدون أن تدمير فضاءات اللعب لا يهدم إسمنتًا فحسب، بل يقوّض أحلام جيل كامل نشأ خلف الجدران، ولا يملك سوى كرة قدم ليقاوم بها الإقصاء واليأس.











